Section 2

شَعرَ جمالٌ بخيبةِ أملٍ وهو يراقبُ عادلاً وهو خارجٌ من الحديقةِ الخلفيةِ للبيتِ. لقد فشلَ في إقناعِ صديقِهِ في قبولِ يسوعَ. لكنه كان مصمّماَ أن يثبَتَ لعادلٍ أنَّ إيمان المرء بالمسيح يُحْدِثُ فَرْقاً في حياتِهِ.

لم تكن الأيامُ اللاحقةُ في المدرسةِ سهلةً على جمالِ. بدأ الآخرون يلاحظون أنّه توقَّفَ عن الشتائمِ وأشياءَ سيئةٍ أخرى تُجاهَ المعلمين. وعندما رفضَ جمالٌ أن يساعدَ الشبابَ في سرقةِ الحلوى من الدكانِ في الزاوية، بدأوا ينادونه بــ “الولدِ القِدّيسِ.”

لم يتدخّلْ عادلٌ عندما كان الآخرون يغيظون جمالاً، لكنّه كان يراقبُه. وما كان يُقلِقُ جمالاً هو أنَّ عادلاً كان يصرفُ وقتاً طويلاً مع ولدٍ مُشاكسٍ اسمُه هاني.

كان جمالٌ محبطاً عندما ترك المدرسةِ بعد ظهرِ يومِ الجمعةِ. بدأتِ الأمطارُ الخفيفةُ تتساقطُ، وكان عليه أن يعودُ إلى البيتِ لينهي العملَ في حديقةِ السيدِ سامي قبل أن يشتدَّ هطول الأمطارِ.

وبينما كان جمالٌ يمشي من الساحةِ الخلفيةِ لمنزلِ السيدِ سامي متجهاً إلى الساحةِ الأماميةِ، رأى شخصاً يركضُ خارجاً من السّاحة ومعطفه ملتفٌ حولَ رأسِهِ. فراحَ يراقبُه وهو متجهٌ نحوَ ساحةِ منزلِ عادلٍ.

قالَ جمالٌ في نفسهِ: “لماذا يا ترى هربَ عادلٌ. إنه يعلمُ أنني سأعملُ هنا في ساعاتِ بعدَ الظهرِ.”

وفجأةً فغرَ جمالٌ فمَه دهشةٌ وهو ينظرُ إلى الحديقةِ الأماميةِ لمنزلِ السيّدِ سامي. فقد رأى جرارَ الأزهار ملقاةً على الأرضِ والأزهارَ مبعثرةً فوق العشب. فكّرَ جمالٌ في نفسِهِ: “ستغضبُ عائلةُ السيدِ سامي عندما تعودُ إلى المنزل!”

ودونَ أن يعطي جمال نفسَهُ فرصةً للتفكيرِ، ركضَ في الشارعِ نحوَ منزلِ صديقِه عادلٍ. كان عادلٌ يغلقُ بابَ الكراجِ عندما أمسكَ به جمالٌ. ثمّ صاحَ جمالٌ غاضباً: “أنتَ حشرةٌ!”

“لماذا قلبتَ جرارَ الأزهارِ في ساحةِ منزلِ السيّدِ سامي؟ لماذا تريدُ أن تورِّطَني في مشكلةٍ؟”

جابَ عادلٌ: “اتركْني وشأني! أنا لم أَمَسَّ جرارَ الأزهارِ تلك.”

قال جمالٌ هذا وهو يدفعُ عادلاً إلى الوراء: “بل أنت الذي قمتَ بذلك. وستذهبُ لتصلحَ ما أفسدتَهُ وتنظفَ المكانَ بسببِ الفوضى التي تركتَها هناك.”

سمع عادلٌ قهقهةَ هاني من داخل الكراجِ. قالَ هاني: “سبقَ أنْ قلت لك يا عادلُ إنَّ تَدَيُّنَ جمالٍ لن يطولَ كثيراً.”

قال عادلٌ بازدراءٍ: “نعم، أعتقدُ أنك على حقٍ. حتى جمالٌ لا يستطيعُ أن يتحمّلَ المزاحَ.”

صاح جمالٌ ووجهُهُ يشتعلُ غضباً: “مزاح؟ أتسمّي العبثَ بحديقةِ منزلِ شخصٍ مزاحاً؟ هذا عملٌ خسيسٌ.” واستدار جمالٌ وركض في الشارعِ وهو يشعرُ بالاشمئزازِ.

عاد جمالٌ إلى حديقةِ السيّدِ سامي. أعادَ الترابَ بحذرٍ إلى داخلِ الجرارِ وغرسَ الأزهارَ من جديدٍ. وبعد أن سقى الأزهارَ، عاد إلى منزلِهِ.

من الذي قَلبَ جرارَ أزهارِ عائلةِ السيدِ
سامي؟ وماذا سيفعلُ جمالٌ في ما بعد؟ لا
تُفَوِّتْ الجزءَ اللاحقَ من قصةِ جمالٍ.
سنتابعُ هذا في الدرسِ القادمِ.