خرجَ الصبيان إلى حديقةِ بيتِ جمالٍ الخلفيةِ وجلسا على العشبِ. فسأل عادلٌ: “والآنَ، ما هي الأخبارُ المثيرةُ التي أردتَ أن تشاركَني إيّاها؟”
قالَ جمالٌ لعادلٍ: “هل تتذكّرُ حديثَنا عمّا يحدثُ للإنسانِ عندما يموتُ؟”
“ذهبتُ بالأمسِ إلى الكنيسةِ معَ عمّتي وزوجِها وابنتِها بشرى، التي انتقلت مؤخراً لتسكنَ في نفسِ الشارع.”
“أوضحتْ معلمةُ بشرى، لطلابِ صفِّ مدرسةِ الأحدِ أن الكتابَ المقدسَ يقول إننا جميعاً خطاةٌ وإن عقابَ الخطيّةِ هو الموتُ.”
أجابَ عادلٌ باستهزاءٍ: “يا جمالُ، يعلمُ الجميعُ أنّنا كلَّنا سنموتُ يوماً ما.”
رَدَّ جمالٌ: “هذا صحيحٌ. لكنّ المعلمةَ أخبرتْنا أنَّ هنالك نوعين
لم يَبْدُ عادلٌ فرحاً جداً لسماعِ الأخبار الرائعةِ التي نقلها إليه جمالٌ، فقال: “وماذا في ذلك؟”
تابعَ جمالٌ كلامَهُ: “بقيتُ بعدَ انتهاءِ مدرسةِ الأحدِ وتحدّثتُ مع المعلمةِ. وطلبتُ من يسوعَ أن يغفرَ لي خطاياي وأن يكونَ مخلصاً لي، وقد فعلَ ذلكَ بالفعلِ. يا عادلُ، أنا متأكدٌ من أنَّ يسوعَ دخلَ حياتي. قرأتْ لي المعلمةُ من الكتابِ المقدسِ ما قالَه يسوعُ: ‘سأعطيها (خرِافي، أي المؤمنين بي) حياةً أبديةً وهي لن تهلكَ.’ أريدُك أن تتخذَ يسوعَ مخلصاً لك، يا عادلُ. وأنا متأكدٌ من أنّك ستعرفُ طعمَ السعادةِ الحقيقيةِ مثلي.”
تدحرجَ عادلٌ فوقَ العشبِ ووجهه عابسٌ. قالَ: “لا يا جمالُ، لستُ مهتماً بما قلتَهُ. لقد عادت أختي إلى البيتِ في العامِ الماضي من المخيمِ وهي تقولُ إنّها حصلتْ على الخلاصِ. لقدَ كانت لطيفةً لفترةٍ من الزمنِ، لكنها لم تصمدْ وقتاً طويلاً. فهي تتصرفُ بشكلٍ أَسوأَ من السابقِ. وأعتقدُ أنّني سأنتظرُ حتى أرى إن كان سيفيدُك ذلك قبل أن أجرّبَه أنا.”
قامَ عادلٌ ومشى نحوَ البوابةِ الخلفيةِ، وقالَ: “شكراً لأجل الحديثِ يا جمالُ. سأراك لاحقاً.”
>