أحداثُ القصةِ حتى الآن: أخبرت بُشرى جمالاً عنِ المؤامرةِ المتعلقةِ بوضعِ عادلٍ على الطّوّافةِ ودفعِها إلى داخلِ النّهرِ. لم يستطع جمالٌ مساعدةَ عادلٍ، لكنَّ رامي والسيّدَ فؤاداً والشُّرطيَّ جاءوا لإنقاذهِ.
بعدَ أن قضى الجميعُ بعضَ الوقتِ في مركزِ الشّرطةِ، سارَ الشُّرَطيُّ مع عادلٍ إلى البيتِ يرافقُهُما رامي وجمالٌ متجهينِ إلى البابِ الأماميِّ. وعندما فتحَ والدُ عادلٍ البابَ، ذُهِلَ لما رآهُ أمامَهُ. فشرحَ الشّرطيُّ لهُ ما حدثَ وقالَ لهُ: “يمكنُكَ أن تقدِّمَ دعوى ضدَّ الأولادِ الآخرين إن شئتَ، لكنّنا سنضعَ هاني تحتَ إشرافِ المحكمةِ. ولهذا لا أعتقدُ أنّكَ ستواجهُ مزيداً منَ المشاكلِ.”
وعندما غادرَ الشُّرطيُّ، سألَ والدُ عادلٍ جمالاً ورامي بضعةَ أسئلةٍ إضافيّةٍ. وعندما أرادا أن يُغادِرا، بدأ عادلٌ يمشي معهُما. وعندها قالَ له والدُهُ: “لا يا بنيّ! فأنت تحتاجُ أن تمضي معَ عائلتِكَ بعضَ الوقتِ.”
قرّرَ جمالٌ ورامي أن يسيرا إلى بيتِ بُشرى، وأثناءَ سيرهما سأل جمالٌ رامي: “كيفَ علمتَ بما سيفعلُهُ هاني؟”
ابتسمَ رامي وقالَ: “لقد أخبرتُكَ أنَّ والدي قد تغيَّرَ منذُ أن اتّخذتُ يسوعَ مخلِّصاً لي. وأنا دائماً أشاركُهُ تعاليمَ جديدةَ من الكتابِ المقدّسِ، ونُجري حواراتٍ ممتعة، حتّى إنَّ الأمورَ أصبحت أفضلَ في البيتِ حاليّاً. وأخبرتُهُ أيضاً عن أصدقائي الجددِ، أنتَ وعادلٍ وبُشرى، بالإضافةِ إلى هاني.”
وأضافَ قائلاً: “ذهبَ أبي صباحَ هذا اليومِ إلى الحانوتِ عندَ زاويةِ الشّارعِ، حيثُ جاءَ هاني وأصدقاؤُهُ. فسمعَهُم يتحدّثونَ عن خطّتِهم المتعلقةِ بعادلٍ والطّوّافةِ، فأرسلَني والدي لأساعدَكَ بينما ذهبَ إلى مركزِ الشّرطةِ.”
توقّفَ رامي عن الكلام وهما يصعدان الدرجَ إلى مدخلِ بيتِ بُشرى. ثمَّ تابعَ كلامَهُ: “ولأنّني لم أجدكَ، تركتُ رسالةً عندَ مساعدتِنا الصّغيرة هُنا.” جلسَ رامي وجمالٌ إلى جانبِ بُشرى في الشّرفةِ وتابعَ رامي كلامَهُ: “استغرقَ الأمرُ بعضَ الوقتِ، لكنّنا وصلنا جميعاً في الوقتِ المُناسبِ.”
وقالَ جمالٌ وهوَ يُرَبِّتُ على ظهرِ رامي: “أعجبتني الطريقةُ العظيمةُ التي سبَحتَ بها نحوَ عادلٍ.”
قالت بُشرى بعينينِ دامعتين: “يا للمسكين عادلٍ. كيفَ يمكنُ لِهاني أن يُخطِّطَ لِمؤامرةٍ بهذه القسوة؟ كم أتمنّى أن يؤمنَ عادلٌ بيسوعَ!”
اغرورقت عينا جمالٍ وهو يهزُّ رأسَهُ، ثمَّ قالَ: “لقد تعلَّمَ عادلٌ الكثيرَ من كلِّ ما حدثَ، وأعتقدُ أنّهُ قارَبَ على اتّخاذِ هذا القرارِ.”
كانَ جمالٌ على صوابٍ. فعندما انتهى من تناولِ الفطورِ في صباحِ اليومِ التّالي، سمعَ قَرعاً على البابِ الأماميِّ. وهناكَ وقفَ عادلٌ، مرتدياً ملابسَ أنيقةَ، وابتسامةٌ كبيرةٌ تعلو وجهَهُ. وسألَ : “أتعتقدُ أنّ بإمكاني أن أرافقكَ إلى الكنيسةِ وإلى مدرسةِ الأحدِ؟”