صرخَ عادلٌ محاولاً أن يحرّرَ نفسَهُ: “ابتعد عني، فأنا لا أريدُ أن أكونَ ضمنَ شلّتِكَ.”
فراحَ هاني يُدمدِمُ قائلاً: “نعم، هذا ما كنتُ أظنّهُ. فقد استنتجنا أنّكَ على وَشكِ أن ترجعَ إلى صديقِكَ الواعظِ. ونحن نريدُ أن نفعلَ شيئاً يذكرُكَ بنا. وبما أنّك بذلتَ جهداً في إصلاحِ الطّوافةِ، ستكونُ أوّلَ من يُجرّبُها.”شحبَ وجهُ عادلٍ عندما بدأ الأولادُ يجرّنَهُ نحوَ الطّوّافةِ، وبدأ يصرُخُ: “أَطلقوني، فأنا لا أعرفُ السّباحةَ ولا أريدُ ركوبَ الطّوّافةِ.”
قفزَ جمالٌ من مخبَأهِ وركضَ نحوَ الأولادِ، ثمَّ أمسَكَ بهاني وجذبَهُ بقوةٍ بعيداً عن عادلٍ وصرخَ: “هاني، اترك عادلاً وشأنَهُ. وإيّاكَ أن تضعَهُ على تلكَ الطّوّافةِ.”
جَفِلَ هاني، لكنّهُ استجمعَ نفسَهُ وصرخَ غاضِباً: “أَمسكوا بذلكَ الصّبيِّ الواعظِ ولا تُفلِتوهُ.” جاهدَ جمالٌ ضدّهم، لكنّهُ لم يكن نِدّاً لهم في قوَّتِهم، فأمسكوا بهِ بإحكامٍ، في حينِ وضعَ هاني وصبيٌّ آخرُ عادلاً على الطّوّافةِ وبدأ بدفعِها إلى داخلِ الماءِ.
نادى جمالٌ بصوتٍ عالٍ: “لا تَخَفْ يا عادلُ، فستصلُ النّجدةُ في أيّةِ لحظةٍ. فما عليكَ إلاّ أن تَصمدَ.”
أفلتَ هاني الطّوّافةَ واتّجهَ نحوَ جمالٍ صارخاً: “ماذا تقصدُ؟ من يعرفُ بهذا الأمرِ سواكَ؟”
وقبلَ أن يتمكّنَ جمالٌ منَ الإجابةِ عن السّؤالِ، قفزَ أحدُهُمْ وسبحَ في النّهرِ نحوَ الطّوّافةِ. تنفّسَ جمالٌ الصّعداءَ عندما أدركَ أنّهُ رامي. وراحَ رامي يقودُ الطّوّافةَ نحوَ ضفّةِ النّهرِ بيدٍ واحدةٍ.
أسرعَ هاني نحوَ الطّوّافةِ غاضباً. وعندئذٍ ظهرَ السّيّد فؤادٌ ومعهُ شرطيٌّ. فبدأ بعضُ الأولادِ يركضونَ هرباً، لكنَّ الشّرطيَّ نادى: “توقّفوا أيُّها الأولادُ. إذْ ستكونُ الأمورُ أسهلَ عليكم إن أخبرتُموني بما يحدُثُ هُنا ممّا لو اضطررْنا إلى أن نطاردَكم. من هُوَ هاني؟”
أشارَ رامي بيدِهِ نحوَ هاني قائلاً: “إنّهُ هُناكَ. وهوَ زعيمُ هذهِ الشّلّةِ.” وعندها دفعَ رامي الطّوّافةِ دفعةً أخيرةً، واضعاً إيّاها عندَ الشّاطئِ. وشجّعَ عادلاً قائلاً: “الأمرُ على ما يُرام الآن.” ثمَّ ساعدَهُ في النزولِ منَ الطّوّافةِ.
حرّرَ جمالٌ نفسَهُ منَ الصّبيينِ الآخرينِ وركضَ نحوَ عادلٍ وسألَهُ: “هل أنتَ بخيرٍ؟” هزَّ عادلٌ رأسَهُ بالإيجابِ، بينما راح جمالٌ يحلُّ الحبلَ عن يديه.
قادَ الشّرطيُّ والسّيّدُ فؤادٌ الأولادَ الخائفينَ في طريقِ العودةِ، حيثُ وصلت سيّارةُ شرطةٍ تدخلُ إلى موقفِ السيّاراتِ. ساعدَ رامي جمالاً في وضعِ درّاجتُهُ في صندوقِ سيّارةِ والدِهِ، ثمَّ جلسا إلى جانبِ عادلٍ، ولم ينطَق أحدُهُم بأيَّةِ كلمةٍ في طريقِ عودتِهِم.
ماذا سيفعلُ عادلٌ الآن؟ ماذا سيحدُثُ في المرّةِ القادمةِ؟ لا تُفوِّتِ النّهايةَ المثيرةَ لقصّةِ “جمالٍ وسيفِهِ السّريِّ!”