أجابَهُ جمالٌ: “بالطبعِ. دعني أتناول كتابي المقدسَ وسنذهبُ معاً، فوالديَ ذاهِبانِ أيضاً هذا الصّباح.”
وفي طريقهما إلى الكنيسةِ، همسَ عادلٌ في أُذنِ جمالٍ: “أتظَنُّ أنّني جبانٌ بسببِ خوفي منَ الماءِ؟”
أجابَ جمالٌ بهدوءٍ: “بالطّبعِ لا. وربما يكونُ ردُّ فِعلكَ متوقَّعاً بعدما حدثَ لأخيكَ. لكنّني أعلمُ أنّكَ إذا قد آمنتَ بيسوعَ، فإنّهُ سيُساعدُك في التغلّبِ على خوفِكَ، وسيُساعدُك في تعلُّم السّباحةِ. فمن يدرَي. رُبّما تتمكّنُ ذاتَ يومٍ من إنقاذِ حياةِ طفلٍ يغرقُ.”
أجابَ عادلٌ وهما يدخلان الكنيسةَ: “سيكونُ ذلكَ حدثاً عظيماً.”
دارَ موضوعُ درسِ مدرسةِ الأحد حولَ الشهادةِ للآخرينَ عن يسوعَ بالعملِ والكلامِ.
أصغى عادلٌ لكلِّ كلمةٍ قالها المعلّمُ للحاضرينَ في الصّفِّ حولَ خطورةِ عدمِ مشاركةِ الآخرينَ عن الرّبِ يسوعَ. واقتبسَ المعلّمُ كلماتِ يسوعَ منَ الكتابِ المقدّسِ التي تقولُ ما معناهُ إننا إذا خجِلنا من مشاركةِ أصدقائِنا عن يسوعَ، فإنَّهُ سيخجلُ بنا عندما يجيءُ ثانيةً.
وبينما كانا يغادران غرفةَ الصّفِّ، التفتَ عادلٌ إلى جمالٍ وهمسَ: “أريدُ أن أُومنَ. أتظنُّ أنَّ المعلِمَ سيكونُ مستعداً لأن يُساعدُني في هذا؟”
أجابَ جمالٌ متحمّساً: “نعم. نعم، سيُساعدُكَ. خذ ما تحتاجُهُ منَ وقتِ معه.”
عندما سمعَ المعلّمُ برغبةِ عادلٍ، ابتسمَ وجلسَ معهُ، وبدأ يشرحُ لهُ الخطواتِ نحوَ الخلاصِ. أخبَرَهُ أنّ عليهِ أن يعترفَ بخطاياه، وأن يدرَكَ أنَّ اللهَ يحبُّهُ ويُريدُ أن يغفرَ لهُ، وأنَّ المسيحَ ماتَ لأجلِهِ، وأنَّ عليهِ أن يَقبلَ الرَّبَّ يسوعَ مخلِّصاً شخصياً لهُ. وعندما رأى المعلِّمُ أنَّ عادلاً فهمَ ما شَرَحَهُ لهُ، صلّيا معاً وقبِلَ عادلٌ يسوعَ مخلِّصاً لهُ
في طريقِ العودةِ إلى البيتِ، كانَ الصّبيانِ في غايةِ السعادةِ، ولم يتوقّفا عنِ الضّحكِ. ثمَّ قال عادلٌ: “أنا مسرورٌ حقّاً يا جمالُ لأنّكَ لم تخجَل من مُشاركتي عن يسوعَ. فقد ساعدَ اختيارُكَ أن تفعلَ الأشياءَ الصّحيحةَ وأن تعتذرَ عن فِعلِ الأشياءِ الخاطئةِ في أن تتشكلَ فيَّ رغبةٌ في أن أكونَ مؤمِناً اليومَ. والآن علينا أن نصلّي لأجلِ هاني ولجميعِ الأولادِ الآخرين في المدرسةِ.”
“نعم سنفعلُ ذلكَ. فَبُشرى تُصلّي لأجلِهم جميعاً كلَّ يومٍ. وكانت تُصلّي لأجلِكَ منذ مدّةً طويلةً. أعتقدُ أنّها قد عادتِ الآنَ إلى البيتِ منَ الكنيسةِ، فدعنا نذهب إليها لِنُخبِرَها بالقرارِ الذي اتّخذتَهُ اليومَ.”
عندما سمعت بُشرى بهذا الخبرِ، لمَعَ وجهُها سُروراً! وفيما كانَ الصّبيانِ يُغادِرانِ، أخرجت بُشرى من صندوقٍ مؤشراً للكتابِ المقدسِ على شكلِ “سيفٍ سريٍّ”. وقالت لعادلَ: “هذا المؤشّرُ لكَ، وأنا أعلمُ أنَّ جمالاً يُريدُكَ أن تمتلكَ واحِداً كهذا لأنّكما صديقانِ حميمانِ.”
أمسكَ عادلٌ بالسّيفِ الذهبي بيدِهِ وبدأ يقرأُ مزمور 119: 11 “خبأتُ كلامَك في قلبي، لكيلا أخطئَ إليكَ.” ثمَّ قلبَ المؤشِّرَ وقرأ على الجهةِ الأخرى أفسس 6: 17 “وخُذوا خوذَةَ الخَلاصِ وسيفَ الرّوحِ الّذي هوَ كلمةُ اللهِ.” ثمَّ قالَ: “شكراً لك يا بُشرى. أنا متأكدٌ من أني إذا استخدمتُ سيفي مثلما استخدمَ جمالٌ سيفَهُ، فسَيُسرُّ الربُّ يسوعُ.”
أجابَت بُشرى وهي تلوّحُ لهما بيدِها مودِّعةً: “من المؤكدِ أنه سَيُسَرُّ.”
النّهاية