نظر رامي إلى جمالٍ باستغراب. ونهضَ بشكلٍ مفاجئٍ وسألَه: “أأنت مستعدٌّ لعملِ ذلك حقّاً؟” ثم جفلَ رامي متألماً وقالَ: “لقد أصبتُ في قدمي إصابةً بالغةً.” ثم رفعَ ساقَه ووضعَ قدمَه على طاولةٍ صغيرةٍ أمامَ الأريكةِ.
أحضرَ جمالٌ لرامي لوحَ العملِ الموجودَ في زاويةِ الغرفةِ. فوضع رامي اللوحَ على ركبتيه وفَرَشَ القطعَ الجلديةَ عليه.
ثبّتَ جمالٌ قطعةَ الجلدِ في مكانِها وراحَ يراقبُ يدي رامي وهما تعملان بمهارةٍ. وبعد دقائقَ توقَّفَ رامي عن العملِ. فنظرَ جمالٌ إلى وجهِه الشاحبِ. فتمتمَ رامي بنبرة اشمئزاز: “أنا مضطَرٌ إلى التوقفِ لبضعِ دقائق.”
قال له جمالٌ: “استرحْ قليلاً. أودُّ أن أخبرَك عن صديقٍ مميزٍ لي.” ودون أن ينتظرَ إجابةً، أَخبرَ جمالٌ رامي عن صفِّ مدرسةِ الأحدِ حيث تعلَّمَ عن الربِّ يسوعَ المسيحِ. وأخبره أنه قَبِلَ الربَّ يسوعَ مخلِّصاً له وأن يسوعَ هو صديقُه المميزُ. وخَتَمَ جمالٌ كلامَه قائلاً: “يمكنُ أن يكونَ يسوعُ مخلِّصَك وصديقَك المميزَ أيضاً، إن كنتَ ترغبُ في ذلك يا رامي.”
قال رامي وقد بدا وجهُه حزيناً: “لم يكن لديَّ صديقٌ مميزٌ قط. وأعتقدُ أن هذا هو السبب الذي دفعني إلى القيامِ بأشياءَ بشعةٍ مثلَ عرقَلَتِك قبلَ أيام. فما من أحدٍ يحبُّني.”
قال له جمالٌ: “أنا أستلطفُك، وأودُّ أن نصيرَ صديقين. لكن الربَّ يسوعَ يحبُّك يا رامي، وهو يريدُك أن تحبَّه أيضاً. وعندما آتي هنا غداً، سأُحضِرُ كتابي المقدسَ لأقرأَ لك عن الربِ يسوعَ.”
سأل رامي وهو مندهشٌ من رغبةِ جمالٍ في مساعدتِه: “هل ستعودُ حقّاً؟ عندئذٍ سأتمكنُ من إنهاءِ مشروعي من أجلِ تسليمِه يومَ الجمعة. أنت صديقٌ حقّاً يا جمال. سأَراك غداً.”
كيف سيتصرفُ جمالٌ مع عادلٍ؟ هل سيتمكن رامي من إنهاءِ مشروعِه في الموعدِ المحددِ؟ تابِعْ مغامراتِ جمالٍ في الفصلِ التالي المثيرِ!