Quiz 4.2

اتكأَ جمالٌ على بابِ الغرفةِ المغلقِ وفكَّرَ في نفسِهِ: “عادلٌ لا يصدّقُني. أعتقدُ أنني خسرتُ أحسنَ صديق عندي”. جمع جمالٌ القطعَ الجلديةَ الخاصةَ بمحفظَةِ رامي ووضعها في كيسٍ صغيرٍ، متأكداً من أنه ليست هنالك أيةُ قطعٍ ناقصةٍ.

عندما وصلَ جمالٌ إلى بيتِ رامي، كان ينوي أن يسلّمَ الكيسَ إلى أيِّ شخصٍ يفتحُ له البابَ وأن ينطلقَ إلى البيتِ بأقصى سرعةٍ ممكنةٍ. وعندما قرعَ البابَ، سمع صوتاً ينادي من الداخلِ: “ادخل.” وعندما دخل جمالٌ، رأى رامي مضطجعاً على الأريكةِ. تذكَّرَ جمالٌ أنه سمع أن والدةَ رامي وأختَه توفيتا في حادثِ سيرٍ قبلَ عدةِ سنواتٍ، وأنه يسكنُ وحدَه مع والدِه.

قال جمالٌ وهو يُخرجُ القطعَ الجلديةَ من الكيسِ: “طلبَ مني المعلمُ فؤادٌ أن أُحضرَ إليك القطَعَ الفنيةَ الخاصةَ بمشروعِك حتى تكونَ جاهزةً يومَ الجمعةِ.” “كيف تشعرُ الآن يا رامي؟”

قال رامي بصوتٍ خشنٍ: “ليس وضعي سيئاً جداً. أشكرُك على إحضارِك هذه القطعَ لأجلي. لكنني لا أستطيعُ أن أكملَ العملَ هنا. إذْ لستُ أملكُ وسيلةً لتثبيتِها أثناءَ عملي على الأجزاءِ الصعبة.”

سأل جمالٌ باهتمامٍ: “ألا يستطيعُ والدُك أن يثبِّتها عنك؟”

أجاب رامي بمرارةٍ: “كلا، إنه يتعاطى الكحولَ ويداه ترتجفان. وأنا أعتقد فعلاً أنه لم يعدْ يبالي بما أفعلُه.”

“يمكنُني أن أبقى بعضَ الوقتِ لأساعدَك يا رامي إن كنتَ ترغبُ في ذلك.” قال جمالٌ ذلك بسرعةٍ وهو مندهشٌ من نفسِه.

نظر رامي إلى جمالٍ باستغراب. ونهضَ بشكلٍ مفاجئٍ وسألَه: “أأنت مستعدٌّ لعملِ ذلك حقّاً؟” ثم جفلَ رامي متألماً وقالَ: “لقد أصبتُ في قدمي إصابةً بالغةً.” ثم رفعَ ساقَه ووضعَ قدمَه على طاولةٍ صغيرةٍ أمامَ الأريكةِ.

أحضرَ جمالٌ لرامي لوحَ العملِ الموجودَ في زاويةِ الغرفةِ. فوضع رامي اللوحَ على ركبتيه وفَرَشَ القطعَ الجلديةَ عليه.

ثبّتَ جمالٌ قطعةَ الجلدِ في مكانِها وراحَ يراقبُ يدي رامي وهما تعملان بمهارةٍ. وبعد دقائقَ توقَّفَ رامي عن العملِ. فنظرَ جمالٌ إلى وجهِه الشاحبِ. فتمتمَ رامي بنبرة اشمئزاز: “أنا مضطَرٌ إلى التوقفِ لبضعِ دقائق.”

قال له جمالٌ: “استرحْ قليلاً. أودُّ أن أخبرَك عن صديقٍ مميزٍ لي.” ودون أن ينتظرَ إجابةً، أَخبرَ جمالٌ رامي عن صفِّ مدرسةِ الأحدِ حيث تعلَّمَ عن الربِّ يسوعَ المسيحِ. وأخبره أنه قَبِلَ الربَّ يسوعَ مخلِّصاً له وأن يسوعَ هو صديقُه المميزُ. وخَتَمَ جمالٌ كلامَه قائلاً: “يمكنُ أن يكونَ يسوعُ مخلِّصَك وصديقَك المميزَ أيضاً، إن كنتَ ترغبُ في ذلك يا رامي.”

قال رامي وقد بدا وجهُه حزيناً: “لم يكن لديَّ صديقٌ مميزٌ قط. وأعتقدُ أن هذا هو السبب الذي دفعني إلى القيامِ بأشياءَ بشعةٍ مثلَ عرقَلَتِك قبلَ أيام. فما من أحدٍ يحبُّني.”

قال له جمالٌ: “أنا أستلطفُك، وأودُّ أن نصيرَ صديقين. لكن الربَّ يسوعَ يحبُّك يا رامي، وهو يريدُك أن تحبَّه أيضاً. وعندما آتي هنا غداً، سأُحضِرُ كتابي المقدسَ لأقرأَ لك عن الربِ يسوعَ.”

سأل رامي وهو مندهشٌ من رغبةِ جمالٍ في مساعدتِه: “هل ستعودُ حقّاً؟ عندئذٍ سأتمكنُ من إنهاءِ مشروعي من أجلِ تسليمِه يومَ الجمعة. أنت صديقٌ حقّاً يا جمال. سأَراك غداً.”

كيف سيتصرفُ جمالٌ مع عادلٍ؟ هل سيتمكن رامي من إنهاءِ مشروعِه في الموعدِ المحددِ؟ تابِعْ مغامراتِ جمالٍ في الفصلِ التالي المثيرِ!