هزَّ جمالٌ رأسَه وقال: “بشرى، أنتِ تحبّين هذه الصورةَ كثيراً. أليس هنالك شيءٌ آخرُ يمكنُك أن ترسليهِ إليه؟”
في هذه اللحظةِ دخلتِ العمةُ منالٌ إلى الغرفِةِ. وعندما سمعتْ بما ترغبُ بُشرى في أن تفعلَه، نظرتْ إليها برقةٍ وقالت: “نعم، يا حبيبتي. يمكنُك أن ترسليها إذا رغبتِ في ذلك. فقد تكونُ هذه الصورةُ هي ما يحتاجُه رامي لكي تتغيرَ حياتُه. سمعتُ بأنه تعيسٌ في حياتِه.”
عندما رأى رامي جمالاً داخلاً إلى غرفتِه في المستشفى، أضاءَ وجهُه فرحاً. وقالَ بصوتٍ هامس: “أشكرُك يا جمالُ لأجلِ مجيئِك. يبدو أن رسالتي وصلتْك. وأنا مسرورٌ لأجلِ وجودِك معي وليس مع هاني. إنه محبٌّ للمتاعبِ. هل ذهب عادلٌ معه؟
تَنَهَّدَ جمالٌ بحزنٍ وقال: “نعم. لم يكن بإمكاني أن أمنعَه. رامي، هل أنت متأكدٌ من المكانِ الذي ينوون الذهابَ إليه؟”
أجابَ رامي بصوتٍ ضعيفٍ: “أنا متأكدٌ تماماً. لكني لا أريدُ أن أكشفَ عن اسمِ الشخصِ الذي أبلغني.” تحركت يدا رامي باضطرابٍ فوق المُلاءةِ البيضاء. ثم قال: “جمالُ، لقد أردتَ أن تخبرَني عن صديقِك المميزِ. أيمكنُك أن تخبرَني الآن؟”
قال جمالٌ وهو يجلسُ على كرسيٍّ إلى جانبِ السريرِ: “أنا أرغبُ بالطبعِ في أن أخبرَك. لكنَ افتحْ هذا أوّلاً. إنها هديةٌ من ابنةِ عمّتي، بُشرى.”
بدا رامي مذهولاً لوهلةٍ قصيرةٍ ثم قال: “لأجلي أنا؟” ثم بدأ يَفُضُّ الورقَ عن الهديةِ. تأمَّلَ الصورةَ بصمتٍ، ثم سأل: “صورةُ من هذه؟”
أجابَ جمالٌ: “إنها صورةُ الربَّ يسوعَ. إنه الصديقُ المميَّزُ الذي أخبرتُك عنه. ليست هذه صورةً حقيقيةً له، لأنه ما من أحدٍ يعْلمُ كيف كانت ملامحُ وجهِ يسوعَ. لكن هذا هو وجهُ يسوعَ كما ظنَّهُ الرسامُ عندما قرأ الكتابَ المقدسَ.”
فسأل رامي: “لكن لماذا الحَمَلُ؟” “هل كان يسوعُ راعياً؟” أجابَ جمالٌ: “نعم. لكنه ليس من نوعِ الرعاة الذين قد يخطرون ببالِك. فعندما نتخذُ يسوعَ
مخلِّصاً، فإنه يصير راعياً لنا. ويُطلَقُ علينا اسمُ الخرافِ لأنه يعتني بنا.”
شرحَ جمالٌ كيف ماتَ يسوعُ على الصليبِ لأجلِ الجميعِ، وكيفَ أن جميعَ الذين يقبلونه مخلّصاً لهم يكونون له إلى الأبدِ.
أصغى رامي بانتباهٍ بينما أمسك الصورةَ بيدِه بقوةٍ. وبعد لحظةٍ سأل: “لكن لماذا يحملُ يسوعُ الحَمَلَ الصغيرَ على ذراعيه؟”
أجاب جمال: “لأن الحمَلَ الصغيرَ كان ضائعاً. فعندما أحصى الراعي الخرافَ ووجد أن أحدَها مفقودٌ، بحث عنه طِوالَ الليلِ حتى وجدَه. ويبيِّن لنا هذا مدى محبةِ يسوعَ لنا. حتى إنه مات لأجلِنا. وعندما نتخذُه مخلِّصاً لنا، فإنه يغفرُ لنا جميعَ خطايانا ويصيرُ صديقَنا المميزَ.”
نظرَ رامي إلى الصورةِ عن كثبٍ وهي في يده. ثم سأل رامي بينما كان القلقُ واضحاً في صوتِه: “لكن كيف أجعلُ يسوعَ يدخلُ قلبي يا جمال؟ أَيجبُ أن أنتظرَ إلى أن أذهبَ إلى الكنيسة؟”
هل سيطلبُ رامي من يسوعَ أن يكونَ مخلّصاً له؟ ماذا سيحدثُ مع عادلٍ؟ ستستمرُّ مغامراتُ جمالٍ في الدرسِ القادمِ.