ذهبتُ بالأمسِ لرؤيةِ جَدّي. إنه صديقٌ حميمٌ للطبيبِ عوني. طلبت منه أن يذهب إليه ليعتذرَ نيابة عنك وعن أصدقائِك. دعني أدخلْ وسأخبرُك بكلِّ ما حدثَ.”
ساد الصمتُ بعضَ الوقتِ. ثم أجابَ عادلٌ بصوتٍ مخنوقٍ: “لا أصدقُك. اذهبْ من هنا يا جمالُ.”
قالت ليلى هامسةً لجمالٍ: “لا عليك. سأتحدثُ معه في ما بعدُ. شكراً لمجيئِكَ وشكراً لحديثِك مع جَدِّكَ. وأنا أرجو من كلِّ قلبي أن يُرفعَ الحظرُ وأن لا يتورط الصبيانُ في مشاكلَ كبيرةٍ بسببِ كلِّ هذا.”
قالَ جمالٌ وهو يغادرُ البيتَ: “أنا لا أعتقدُ أنهم سيتورّطون إذا اعترفوا بأنهم قاموا بذلك.”
وفي صباحِ يومِ الأربعاءِ جاء رامي إلى المدرسةِ. كان يبدو شاحباً، لكنه كان سعيداً. لاحظَ جمالٌ أن عدةَ طلابٍ حدّقوا في رامي باستغرابِ. وعادَ عادلٌ أيضاً إلى المدرسةِ، غيرَ أنه انحرفَ عن طريقِه لكي يتفادى الالتقاءَ بجمالِ.
وعندَ انتهاءِ الدوامِ أعلنَ المديرُ: “أيها الطلابُ، يسرُّني أن أعلنَ أنَّ صديقاً مُقرّباً من الطبيبِ عوني تَوسّط عندَه عن الصبيانِ الذين خرّبوا ممتلكاتِه. لقد اعترفوا بما فعلوه وقد رُفعَ الحظْرُ. ولن تكونَ هنالك أيةُ حاجةٍ لإلغاءِ أيِّ نشاطٍ من أنشطةِ المدرسةِ التي تقامُ هناك.” فتنفّسَ كلُّ الطلابِ الصَّعداءَ بعدَ سماعِ هذه الأنباءِ.
لحقَ عادلٌ بجمالٍ وهو في طريقِه إلى البيتِ عائداً من المدرسةِ، وقال له: “أعتذرُ يا جمالُ عن الكلام الذي قلتُه في تلك الليلةِ. شكراً لأجلِ كلِّ المشقّةِ التي تَكَبَّدْتَها إلى حدِّ الذهابِ إلى جدّك وإقناعِه بأن يتحدثَ إلى الطبيبِ عوني.”
قال جمالٌ بابتسامةٍ عريضةٍ “لا بأسَ. كنت أصلّي بلجاجةٍ إلى اللهِ. ظلّتْ “آيةُ كلِّ ما” تُلِحُّ على ذهني. فقد وعدَ يسوعُ بأنه مهما سألْنا اللهِ باسمِه، فسيعطينا إياه. وقد استجابَ صلاتي.”
“متى تحدثتَ مع المديرِ يا عادلُ؟”
قال عادلٌ بعد أن تنفّس الصعداءَ: “بعد أن غادرتَ بالأمسِ، قرعتْ ليلى على البابِ إلى أن سمحتُ لها بالدخولِ. فأقنعتْني بأن أتصلَ بأفرادِ الشلّةِ وذهبتْ معنا إلى مكتبِ المديرِ. اعتذرْنا وقلنا إننا سنقومُ بإصلاحِ السياجِ المكسورِ. لم نكن نعلمُ ما سيفعلُه الطبيبُ عوني إلى حينِ سماعِ الإعلانِ. على أيةِ حالٍ، أنا مسرور جداً لأجلِ انتهاءِ هذا الأمرِ.”
قال جمالٌ موافقاً: “وأنا أيضاً. أرجو أن نكونَ أصدقاءً من جديدٍ يا عادلُ.” قال عادلٌ وهو يجرُّ حذاه على الرصيفِ: أرغبُ في ذلك، “لكن الصبيان الآخرين أخبروني بأنني إذا تركتُهم، فسيؤذون هاني بطريقةٍ ما. فكرتُ بأن أسايرَهم لفترةٍ ما، ثم أنسحبُ تدريجياً.”
قال جمالٌ: “لن ينجحَ هذا الأمرُ يا عادلُ.” عليك أن تكونَ حريصاً وأن تختارَ أصدقاءً صالحين. ما زال بإمكانِ هاني أن يورّطَك في متاعبَ كبيرةٍ. فإذا تركتَه وظلَلْتَ معي، ما الذي يمكنُه أن يفعلّه أصلاً؟”
أجاب عادلٌ: “لا أدري. من المؤكدِ أني لا أثقُ به، لكنني لا أريدُ أن أغضبَه.” أيَّ أصدقاءٍ سيختارُ عادلٌ؟ لا تدعْ مغامراتِ جمالٍ المتواصلةَ تفوتُك في الدرسِ التالي!