سأل جمالٌ في قلقٍ: “أيمكنُنا أن نبلغَ مديرَ المدرسةِ أو أيَّ شخصِ آخرَ يقدرُ أن يوقفَه؟”
هزَّ رامي رأسَه وقال: “لا أعتقدُ أن لدينا أدلّةً كافيةً. راقِبْ عادلاً وسأخبرُك إذا سمعتُ شيئاً آخرَ.”
قضى جمالٌ المساءَ في غرفتِه يحاولُ أن يفكرَ في ما يمكنُ أن يفعلَه لكي يساعدَ عادلاً. وأخيراً قال: “لقد تذكَّرتُ سيفيَ السريَّ.” ففتح كتابَه المقدسَ وبدأ يقرأُ عن إيليا الذي صلّى أن تنزلَ نارٌ من السماءِ. كانت القصةُ مثيرةً جداً فتابعَ قراءتَها. وأخيراً غلبَهُ النعاسُ فلم يستطعْ أن يقرأَ أكثر فصلّى ثم نامَ.
لم يفطنْ جمالٌ إلى أنه نسيَ حلَّ وظيفةِ الرياضياتِ إلاّ عندما وقف في الطابورِ الصباحيِّ في القاعةِ في صباحِ اليومِ التالي. وعندئذٍ تأوَّهَ قائلاً: “لا، يا إلهي!”
سأله عادلٌ: “ما خَطْبُك؟”
همسَ جمالٌ: “نسيتُ أن أقومَ بحلِّ وظيفةِ الرياضيات. يبدو أنني تورطتُ! أنت تعلمُ كيف يكونُ ردُّ فعلِ المعلمِ مروانَ.”
وضعَ عادلٌ كتابَ الرياضياتِ الخاصَّ به في يدِ جمالٍ وقالَ له هامساً: “هيا انسخِ الإجاباتِ بسرعةٍ وأعِدِ الكتابَ إليَّ.”
نظر جمالٌ إلى أسفلُ إلى الكتابِ الذي بين يديه. ماذا ينبغي أن يفعل؟ لقد سبقَ أن قام جميعُ الطلابِ تقريباً بنسخِ إجاباتِ طالبٍ آخرَ، بذلك، ولو فعلَ هو هذا لتَجَنّبَ التورطَ في مشاكل. حدَّقَ جمالٌ في كتابِ الرياضياتِ الذي أعطاه إياهُ عادلٌ.
وفجأةً تذكَّرَ إحدى أوائلِ الآياتِ التي تعلَّمها من الكتابِ المقدسِ، وهي مزمور 119: 11: “خبأتُ كلامَكَ في قلبي لكيلا لا أخطئَ إليك.”
بدأ طابورُ الطلابِ يتحركُ نحو داخلَ غرفةِ الصفِّ. دفع جمالٌ الكتابَ ليُعيدَه إلى عادلٍ. فنظرَ عادلٌ إلى جمالٍ في دهشةٍ، ثم هزّ كتفَه وجلسَ في مقعدِه.
أثناءَ حصةِ الرياضياتِ، بدأ المعلمُ مروانُ يجمعُ فروضَ الرياضياتِ. وعندما سأل جمالاً عن فرْضِهِ البيتي، أجابه جمالٌ بلطفٍ: “أنا آسِفٌ يا أستاذُ. لقد نسيتُ حلَّ الفرْضِ.”
نظر المعلمُ مروانُ إلى جمالٍ، ثم قال: “وهل يمكنُك أن تخبرَني عن الشيءِ المثيرِ الذي كنتَ تفعلُهُ حتى أَنساكَ القيامَ بفرضِكَ البيتي؟”
احمرَّ وجهُ جمالٍ، ثم نظر إلى معلمِه وبدأ يتلعثمُ في كلامِه: “كنتُ قلقاً على صديقٍ مما جعلني أفكرُ كيف يمكنني أن…أن أساعدَهُ. ثم تذكرتُ…. تذكرتُ سيفي السريَّ…”
سأل المعلمُ مروانُ: “ماذا؟”
أجاب جمالٌ: “سيفي السريَّ. إنه اسمٌ آخرُ لكتابي المقدسِ.” ثم تابع كلامَهُ بحماسةٍ: “قرأتُ عن إيليا الذي صلّى كي تنزلَ نارٌ من السماءِ، ثم فكرت بآيةِ ‘كلِّ ما’ – التي تقولُ إنه مهما طلبنا من اللهِ باسمِ يسوعَ فسيعطينا إياه. ولهذا صليتُ وذهبت للنومِ…ولهذا…لهذا نسيتُ فرضي، يا أستاذ.”
ماذا سيفعلُ المعلمُ مروانُ؟ وماذا سيحدثُ لجمالٍ؟ أرسِلْ صفحةِ الإجاباتِ لتستلمَ الفصلَ التالي من مغامراتِ جمالٍ.